يلعب تصميم التطبيقات الخاصة بالجوال دورًا هامًا في في نجاح الكثير من المشاريع والأعمال المختلفة، وذلك لما يمكن أن تحققه تطبيقات الجوال الاحترافية من خلال تقديم تجربة مستخدم سهلة، وتلبية احتياجات الجمهور المستهدف، وزيادة فرص مشاركة العملاء، ونمو الأعمال ونجاحها في المقابل.
ويعتمد تصميم التطبيقات على الكثير من العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند البدء في تصميم إحداها، بداية من تحديد الأهداف المطلوب تحقيقها من تصميم التطبيق، والتخطيط، والتصميم وصولًا إلى موعد إطلاقه للمستخدمين.
وفي هذا المقال الجديد على مدونتنا، سوف نشرح لك أهم المعايير والممارسات التي تجعل تصميم تطبيق الجوال ناجحًا وفعالًا يحقق الهدف منه تطويره.
ما الذي يجعل تصميم التطبيقات الخاصة بالجوال ناجحًا؟
-
التصميم المرتكز على المستخدم (User Centered Design-UCD)
يعتمد التصميم المرتكز على المستخدم UCD على فهم سلوكيات العملاء واحتياجاتهم، وذلك من أجل تصميم التطبيقات بما يتطابق مع تلك الاحتياجات.
وذلك من خلال القيام بخطوات تحليل سلوك العملاء المستهدفين، إذ يتضمن هذا التحليل تحديد عدد من العوامل، منها الفئة العمرية للمستخدم، والمشاكل التي يواجهونها ويبحثون عن حل لها لفهم احتياجاتهم، وغيرها من العوامل التي قد تختلف من مجال عمل إلى آخر.
كل تلك العناصر تساعد على تصميم تطبيق يرتكز على اهتمامات المستخدم وفهم احتياجاته، مما يساعد على توفير تجربة مستخدم ناجحة، وبناء علاقة جيدة مع العملاء تساعد على بناء الثقة.
-
تصميم واجهة مستخدم غير معقدة
واجهة المستخدم (User Interface - UI) هي الجزء الخاص بعناصر التصميم المسؤولة عن طريقة استخدام العملاء المستهدفين للتطبيق أثناء التصفح.
لذا يجب أن يكون تصميم واجهة المستخدم بسيط خالي من التصميمات المعقدة والتي لا تخدم الهدف من التطبيق، وذلك لضمان بقاء المستخدم على التطبيق أكبر وقت ممكن.
على سبيل المثال، يجب تصميم الأزرار والأيقونات بشكل واضح وسهل فهم الغرض من استخدامهم، وتوضيح مسارات التنقل داخل التطبيق. بالإضافة إلى تصميم قوائم تسهل من عملية التنقل بين أقسام التطبيق بسلاسة دون أي تعقيدات.
-
توفير تجربة مستخدم سهلة الاستخدام (UX)
تجربة المستخدم (User Experience - UX) يقصد بها كيفية تفاعل المستخدم مع التطبيق، وهو المسؤول عن سرعة التطبيق، وسهولة التنقل، والاهتمام بجودة المحتوى، وغيرها من العوامل الأخرى.
على سبيل المثال، الاهتمام بحجم الصور والفيديوهات وجودتها حتى لا تؤثر على سرعة التطبيق أثناء التحميل والتصفح، وتوفير محتوى ذو قيمة يخدم المستخدم بشكل ناجح، والتنوع في المحتوى المقدم ليتناسب مع كافة اهتمامات واحتياجات المستخدمين.
-
الاهتمام بعناصر التصميم المرئية
عناصر التصميم المرئي هي أحد أهم العناصر التي يجب الاهتمام بها عند تصميم التطبيقات المختلفة، وذلك باعتبارها أول ما يجذب المستخدم ويساهم في التأثير على قراره إما بالبقاء على التطبيق والتنقل به أو مغادرته بشكل سريع دون تصفحه.
والتصميم المرئي يحتوي على عدد من العناصر المختلفة ومنها الألوان المستخدمة، والخطوط من حيث النوع والحجم، والصور والفيديوهات، وغيرها من العناصر الأخرى.
ويجب أن تعكس تلك العناصر هوية العلامة التجارية وتتطابق معها، وتجنب استخدام عناصر لا تخدم الهدف من استخدام التطبيق، وذلك حتى لا يؤثر ذلك بشكل مباشر على تجربة المستخدم الخاصة بالعميل وهو ما قد يؤثر بشكل مباشر على نجاح التطبيق.
-
تصميم متجاوب مع الأجهزة المختلفة (Responsive Design)
تصميم التطبيقات الخاصة بالجوال يجب أن تكون مصممة بطريقة متجاوبة مع أحجام الأجهزة المختلفة، وذلك لضمان توفير تجربة مستخدم ناجحة للعملاء، ويقصد بالتصميم المتجاوب قابلية التطبيق وعناصر التصميم باختلافها من التكيف مع أحجام الشاشات المختلفة، وضمان عدم تداخل العناصر مع بعضها البعض في حالة اختلاف حجم الشاشة المستخدم أثناء التصفح، فكل شاشة يختلف حجم العناصر المستخدمة بها لذا يجب الاهتمام بذلك، والقيام بإجراء الاختبارات على مختلف أحجام الشاشات بعد انتهاء التصميم وقبل انطلاق الموقع لاستخدامه من قبل العملاء المستهدفين.
-
الأمان والخصوصية
توفير عناصر الأمان والخصوصية لبياناتك وبيانات عملائك أمر هام، وذلك نظرًا لأهمية تلك البيانات وحساسيتها. وذلك كي تضمن عدم تعرض تلك البيانات للسرقة نتيجة الاختراقات والوصول الغير مصرح به.
ولتحقيق ذلك يجب أن يعتمد تصميم التطبيقات على عدد من عناصر الأمان والخصوصية والتي منها، استخدام تقنيات التشفير (Encryption) والتي تعمل على تأمين مختلف البيانات، والاعتماد على إجراءات المصادقة القوية والتي منها المصادقة الثنائية (Two-Factor Authentication).
كما يجب أن يتضمن التطبيق توضيح شامل عن كيفية جمع واستخدام بيانات المستخدمين لضمان ثقة العملاء، مع توفير خيارات تساعدهم في التحكم في الخصوصية أثناء إنشاء الحسابات الخاصة بهم على التطبيق.
-
التحديثات المستمرة والدعم الفني
في ظل التطور التكنولوجي وسرعة ظهور الكثير من التحديثات، يجب أن تكون تلك التطبيقات داعمة لأنواع التحديثات المختلفة وبما يخدم الهدف المطلوب منها.
كما يجب العمل بشكل مستمر بعد إطلاق التطبيق للاستخدام على تحليل أداء تصميم التطبيقات وجمع ملاحظات وآراء المستخدمين عن التطبيق، وذلك من أجل الوقوف على أي مشاكل والعمل على تحليلها ومعالجتها بشكل سريع لتقديم أفضل خدمة للعملاء وضمان نجاح التطبيق.
كما يجب أن يشمل تصميم التطبيقات على خدمات الدعم الفني لمساعدة المستخدمين في أي استفسار خاص بهم، ومن تلك الخدمات، دليل خاص بالمستخدم (User Guide) والذي يساعد العملاء على معرفة كيفية استخدام التطبيق والهدف من إنشائه، كما يمكن إضافة قسم خاص عن الأسئلة الشائعة (FAQ)، وتوفير بيانات تواصل واضحة سواء من خلال البريد الإلكتروني أو أرقام هاتفية، بالإضافة لإمكانية تزويد التطبيق بخدمة الدردشة المباشرة إما من خلال الذكاء الاصطناعي والمزود بمعلومات للرد على الاستفسارات العامة أو السريعة، أو التواصل المباشر مع أحد موظفي خدمة العملاء للرد على الاستفسارات المختلفة والتي قد تحتاج للتدخل البشري.
-
التحليل والتقييم المستمر
تصميم التطبيقات يعتمد في الخطوة الأولى على عدد من الأهداف والتي قد تختلف من عمل لآخر، وكي تضمن نجاح التطبيق الخاص بعملك يجب أن تقوم بشكل مستمر بقياس مدى نجاح الأهداف الموضوعة للتأكد من تحقيقها أو ما إذا كانت بحاجة لأي تطوير أو معالجة.
وكي تتمكن من تحقيق ذلك يجب أن تقوم بوضع عناصر لقياس أداء التطبيق بناءً على تلك الأهداف (Key Performance Indicators - KPIs)، ومن تلك العناصر عدد تنزيلات التطبيق، ومعدل الاحتفاظ بالمستخدمين (Retention Rate)، ومتوسط الوقت الذي يقضيه المستخدمون على التطبيق، وعدد مشاركات التطبيق مع مستخدمين آخرين، وعدد الحسابات التي قام المستخدمين بإنشائها على التطبيق، وغيرها من العناصر الأخرى التي يمكن الاعتماد عليها لقياس مدى نجاح التطبيق وتحقيقه لأهدافه.
ويتم مراجعة تلك العناصر كل فترة زمنية محددة ومقارنتها وذلك للعمل على توفير أفضل تجربة استخدام للعملاء ومعالجة أي عناصر قد تكون بحاجة إلى تطوير أو تحسين.
ختامًا:
تصميم التطبيقات الخاصة بالجوال يتطلب الكثير من الوقت والجهد والتخطيط. بداية من فهم احتياجات المستخدمين، وفهم سلوكياتهم، وتحليل السوق والتطبيقات المنافسة لتحديد نقاط القوة والضعف بها، ووضع الأهداف المطلوب تحقيقها من خلال التطبيق، ومرورًا بخطوات التصميم المختلفة، وحتى الوصول للحظة إطلاق التطبيق من أجل استخدامه.
لذا يجب الاهتمام بكافة تلك العناصر والعمل على التخطيط الجيد لها وذلك من أجل ضمان نجاح التطبيق وتحقيق الأهداف المطلوبة منه، والعمل على متابعة مدى نجاح تلك الأهداف من خلال معايير قياس الأداء المختلفة، وتحليل أداء التطبيق ومعرفة آراء المستخدمين لتطوير التطبيق بشكل دوري بما يتوافق مع توقعات المستخدمين وضمان الحصول على ثقتهم.
إضافة تعليق جديد